نعمة مينوش شفيق.. مصرية مهاجرة أثارت الجدل بسبب موقفها من فلسطين

نعمة مينوش شفيق هي مصرية رحلت عن أرض الوطن واتخذت من كولومبيا وطنًا ومستقرًا لها، ودخلت في السلك الأكاديمي وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى مدير جامعة كولومبيا الأمريكية، غابت عن مصر وغابت أخبارها وعادت خلال الساعات الماضية بما لا يسر المصريين والعرب والمسلمين برفضها التعاطف مع الفلسطينيين.

كثير من المهاجرين عن الديار يفتخر بهم المصريون بعدما يحققون نجاحات ومكاسب، ولكن الحال مع نعمة مينوش شفيق كان مغايرًا فقد اكتسبت شهرتها الأخيرة من موقف منافي لعروبتها وقوميتها الأصلية وإن باعدت بينهما الجغرافيا بآلاف الأميال وفرق بينهم الزمن بعشرات السنين.

وحسب ما نشرت وكالة 'رويترز' فى وقت سابق أمس، ألقت الشرطة الأمريكية القبض على أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين الخميس، من حرم جامعة كولومبيا بعد أن سمحت رئيسة الجامعة مينوش شفيق لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم أقامه طلاب يحتجون على جرائم الإسرائيليين في غزة.

وقالت نعمة مينوش شفيق، رئيسة الجامعة، التي تعرضت في اليوم السابق لانتقادات من الجمهوريين في جلسة للجنة بمجلس النواب حول معاداة السامية في الحرم الجامعي، إنها سمحت للشرطة بإخلاء مخيم يضم عشرات الخيام أقامها المتظاهرون صباح الأربعاء الماضى.

موقفها من فلسطين

وذكرت المصرية نعمت شفيق، في بيان: 'من منطلق القلق الشديد على سلامة حرم جامعة كولومبيا، أذنت لإدارة شرطة نيويورك بالبدء في إزالة المخيم'.

وقالت نعمت المعروفة بـ مينوش شفيق، إن المتظاهرين انتهكوا القواعد والسياسات التي تحظر تنظيم مظاهرات دون ترخيص، كما أنهم لم يكونوا مستعدين للتعامل مع الجهات الإدارية.

من جانبه قال: رئيس بلدية نيويورك، إريك آدامز، إن الشرطة ألقت القبض على أكثر من 108 أشخاص دون عنف أو إصابات.

مظاهرات لنصرة غزة فى جامعة كولومبيا

وقالت جامعة كولومبيا التى تترأسها نعمت شفيق، إنها بدأت وقف الطلاب الذين شاركوا في نصب الخيام، وهو ما يعتبر احتجاجا غير مصرح به.

وكانت لجنة الكونجرس اتهمت يوم الأربعاء الماضى، نعمت شفيق بالإخفاق في حماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

وردت نعمت شفيق، إن جامعة كولومبيا تواجه “أزمة أخلاقية” مع معاداة السامية في الحرم الجامعي، وإن جامعة كولومبيا اتخذت إجراءات قوية ضد المشتبه بهم.

مظاهرات طلاب جامعة كولومبيا ضد نعمت شفيق

ويطالب المتظاهرون في جامعة كولومبيا بوقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، بالإضافة إلى سحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تتربح من الاجتياح الإسرائيلي.

 

وعلى خلفية اتهام نعمت شفيق، بالتحريض على اعتقال الطلاب، تشهد جامعة كولومبيا في نيويورك احتجاجات ضخمة، ضد رئيسة الجامعة لسماحها بدخول قوات الأمن لفض اعتصام الطلاب بالحرم الجامعي واعتقال العشرات منهم.

وردد الطلاب شعارات مناهضة لرئيس الجامعة قالوا فيها: ' 'مينوش شفيق ماذا تقولين؟ كم حذاء لعقت اليوم'.

من هي نعمة مينوش شفيق؟

وفي 2017، حققت المصرية نعمت شفيق الملقبة بـ'ديم مينوش'، خطوة جديدة في طريق تفوقها دوليا بعدما حلت على رأس قائمة أكثر نساء العالم نفوذا عام 2015.

وتولت شفيق رسميا رئاسة جامعة 'كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية' (LSE) في سبتمبر الجاري، وهي أول امرأة يتم تعيينها في هذا المنصب لتصبح الرئيس السادس عشر في تاريخ هذه الجامعة العريقة منذ تأسيسها.

تعد كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE) من المعاهد الرائدة عالميا، ولها مساهمات واسعة في السياسة والاقتصاد وتخرج فيها عدد كبير من الساسة والباحثين حول العالم.

في الجامعة طلبة وموظفون من جميع أنحاء العالم، ويستفيد طلابها من جميع التسهيلات المتوفرة مثل المكتبة البريطانية للعلوم السياسية والاقتصادية، مركز اللغة، فضلا عن اتحاد طلابي نشط يعمل على توفير فرص عمل ممتازة لطلابها الذين يتخرجون بمستويات عالمية مرموقة.

يأتي تولي نعمت شفيق رئاسة هذه الجامعة وهي في قمة تطورها الآن عبر تاريخها الذي يمتد على مدى 121 عاما، حيث أعلنت عن استثمار 11 مليون جنيه إسترليني في التعليم وتطوير خبرات الطلاب هذا العام.

يقول آلان إلياس القائم بأعمال رئيس الجامعة مُرحبًا بنعمت: 'هذا وقت مثير للكلية، هناك الكثير من التطورات الجارية حاليًا، نشعر بالسعادة ونحن نرحب بشخصية مميزة لها مثل هذا السجل المثالي والمكانة العالمية التي تتناسب مع سمعة الجامعة وتاريخها'.

ولدت نعمت شفيق بمحافظة الإسكندرية في ستينيات القرن الماضي، ونشأت في الولايات المتحدة ولم تعد إلى القاهرة، حتى سن المراهقة، ودرست المرحلة الثانوية في مصر، وعادت مرة أخرى للولايات المتحدة، وتخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة 'ماساتشوستس أمهرست' وعملت لمدة سنتين في قضايا التنمية في مصر قبل حصولها على درجة الماجستير في الاقتصاد في بورصة لندن، وحصلت على شهادة الدكتوراه من كلية سانت أنتوني في إكسفورد، ومتزوجة ولديها ابنة وثلاثة أولاد.