«العمدة» و«أرابيسك» دراما قادت صلاح السعدني إلى سلم المجد الفني

التاريخ يكتبه قليلون ويقرأه كثيرون، مقولة تنطبق على ما قدمه الراحل القدير عمدة الفنانين في مصر صلاح السعدني، الذي رحل عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر ناهز 81 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

وفاة الفنان صلاح السعدني

أحدثت وفاة العمدة في مسلسل ليالي الحلمية، والأسطى حسن في مسلسل أرابيسك وعالم الذرة في مسلسل الأصدقاء، حزنا عارما في الوسط الفني، لما كان يمثله من قيمة وقامة وقدوة كبيرة لنجوم جيله والأجيال الحالية.

مسيرة حافلة من العطاء الفني، لصاحب النشأة الثقافية، فصلاح السعدني، وهو شقيق الكاتب الساخر العظيم، محمود السعدني، والتي كانت لها أثرا كبيرا في حياته الفنية، حيث أكد ذلك خلال إحدى اللقاءات التلفزيوينة، حين سئل عنه شقيه الأكبر قائلا:«محمود هو مصر بالنسبة لى، هو الحارة بجمالها وسحرها وصخبها وتناقضاتها، هو الناس بأحلامهم وآمالهم وأحزانهم وعذابهم، إنه ليس مجرد أخ أكبر، إنه مصر كلها».

أعمال خالدة للفنان صلاح السعدني

خلال السطور التالية، نستعرض أحد أهم الأعمال التي خلدها الراحل صلاح السعدني في الدراما المصرية، والتي كانت وتظل في وجدان المواطن المصري حتى الآن وهما «ليالي الحلمية - أرابيسك».

عن قصة اختيار لدور العمدة سليمان غانم، في مسلسل ليالي الحلمية، فلعب القدر دورا كبيرا في القيام بهذا العمل التاريخي، الذي سطر فيه السعدني، صحفة من صفحات التاريخ الفني للدراما المصرية، خلال سجاله وخلافه الدرامي مع الباشا سليم البدري، الذي قام بدوه الفنان الدكتور يحيي الفخراني، حيث لم يكن مرشحا له في الأساس.

صلاح السعدني في ليالي الحلمية

المفاجأة أن الدور كان من نصيب العملاق الراحل سعيد صالح، الذي رحب في البداية بالمشاركة في العمل التلفزيويني، إلا أن انشغاله بالمسرح في ذلك الوقت، جلعه يعتذر عن الدور للكاتب العظيم الراحل أسامة أنور عاكاشة.

عكاشة، رفض طلب الراحل سعيد صلاح، الذي اشترط أن يأتي ساعتين فقط في اليوم للمسلسل، ورشح صلاح السعدني، وكان نقلة كبيرة له في تاريخه الفني.

قصة صلاح السعدني ودور أرابيسك

أما العمل الذي سجل الحارة الشعبية بكل ما فيه من عادات وتقاليد، وهو أرابيسك، حيث كان دور 'حسن أرابيسك' فى البداية مكتوب للفنان عادل إمام، ولكن أسامة أنور عكاشة رفض إجراء تعديلات على الشخصية، بعد طلب الزعيم، فاعتذر عنه عادل إمام، ليتم ترشيح الراحل صلاح السعدني، الذي أبهر الشارع المصري في عام 1994، بدور الأسطى الذي يتمسك بمبادئ المهنة التي نشأ عليه وتقاليدها.

ومزج السعدني، خلال دور الأسطى حسن أرابيسك، بين الحس الفكاهي والرجولة والشهامة في نفس الوقت، والوقوف مع أهل حاراته ومساندتهم في الأفراح والأحزان، ورغم ما يمر به من ظروف أسرية ومصاعب مادية، إلا أنه لم يتخل يوما عن مبادئ المهنة والالتزام به رغم تغيرات العصر في تلك الفترة التي جسدها المسلسل.